ایکنا

IQNA

بعد اکتشاف المخطوطة القرآنیة بـ"برمنغهام".. هل تصبح مقولة "تألیف القرآن" فى مهب الریح

9:09 - August 09, 2015
رمز الخبر: 3340104
عواصم ـ إکنا: تعیش أوروبا الیوم صدمة حضاریة بعد اکتشاف المخطوطة القرآنیة التی تم العثور علیها أخیراً فى جامعة "برمنغهام" البریطانیة.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه تعیش أوروبا الیوم صدمة حضاریة بعد الاکتشاف الأخیر الذى تم فى جامعة "برمنغهام" البریطانیة، حیث قام العلماء بتحلیل قطعة من مخطوطة کتب علیها القرآن برسم عثمانى جمیل.. وتبین أنها تعود لزمن النبى محمد(ص).
ویؤکد الباحثون أن هذه المخطوطة هی أقدم نص قرآنى یتم العثور علیه حتى الآن، بینما یرى البروفیسور "David Thomas" أستاذ اللاهوت فى جامعة "برمنغهام" البریطانیة": إننى مصدوم ومندهش جداً أن نجد جزءاً من مخطوطة للقرآن کتبت قبل أکثر من 1370 سنة میلادیة على الأقل (هذا یعادل 1411 سنة هجریة). إن هذه المخطوطة تؤکد أن القرآن کتب فى زمن النبى(ص) ولیس کما کنا نعتقد أنه تم تجمیعه والإضافة علیه.
والمعروف عن الدراسات الغربیة المهتمة بالقرآن أنها فى مجملها منحازة للرأى القائل بأن القرآن من تألیف شخص النبى محمد(ص) فقد اهتم جورج سیل سنة 1734 بالقرآن وأثنى علیه وترجم معانیه إلى اللغة الإنجلیزیة، لکنه نفى أنْ یکون وحیاً من عند الله، بل أکَّد على أنَّه من صنع محَمَّد بن عبد الله{ص} أعانه فى ذلک کثیر من أتباعه، وغیرهم من الیهود والنصارى فى ذلک الوقت.
وکل الترجمات التى حدثت لمعانى القرآن بعد ذلک اعتمدت على هذه الترجمة التى ذکرها فولتیر فى القاموس الفلسفی، وأُعید طبعها مراراً.
ویرى عصام عبدو فى مقالته "سباق المخطوطات القرآنیة.. الجدل الغربى والتباسات التلقى" المنشورة فى جریدة "الحیاة"، أن دراسة الغرب للقرآن مرت بأربعة مراحل هى المرحلة الأولى کانت فى ألمانیا على ید المستشرق الیهودى إبراهام جایجر فى دراسته "ماذا أخذ محمد{ص} عن الیهودیة"، ومن ثم ثیودور نولدکه وتلامذته فى کتابهم المشترک "تاریخ القرآن" بأجزائه الثلاثة، والمرحلة الثانیة فى أوروبا ثلاثینات القرن المنصرم، خلال کتابات "مونتجمرى وات" الذى اعتمد المنهج السوسیولوجى فى دراسته الإسلام والســـیرة والقرآن، والتى أدت به إلى اعتبار القرآن کتاباً من تألیف النبى محمد(ص).
والمرحلة الثالثة جاءت فى بدایة سبعینات القرن الماضى، من خلال کتابات جون وانسبرو "الدراسات القرآنیة"، والکتاب المشترک لباتریشا کرون ومایکل کوک المعنون بـ "الهاجریة"، والتى أسست لما عرف فى ما بعد بالمنهج التنقیحى، والذى یقوم على أن القــرآن نصٌ یعود تاریخ تألیفه إلى نهایات القرن الهجرى الثانى عندما أصبح المسلمون إمبراطوریة.
وفى نهایات القرن الماضى وبدایات القرن الجدید بدأت المرحلة الرابعة وشهدت مجموعة من الدراسات المثیرة الطریفة والجادة، کما شهدتْ عدداً من المشاریع الکبرى کمشروع کوربوس کورانیکوم Corpus Coranicum أو "الموسوعة القرآنیة" التى تأسستْ سنة 2007 على ید أنجلیکا نویفرث (ومیخائیل مارکس ونیکولاى سینای).

بقلم الباحث أحمد إبراهیم الشریف

المصدر: الیوم السابع

captcha