ایکنا

IQNA

خبير فلسطيني: "إسرائيل" تتعمد إخفاء الآثار الإسلامية بالقدس وسرقتها

15:07 - November 18, 2020
رمز الخبر: 3479060
القدس المحتلة ـ إکنا: قال خبير الآثار والأكاديمي الفلسطيني عبد الرزاق متاني إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد سرقة وإخفاء كميات ضخمة من الآثار العربية والإسلامية خلال إجرائها الحفريات في مدينة القدس المحتلة وأسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح متاني أن عثور ما تسمى "سلطة الآثار الإسرائيلية" على عملات ذهبية إسلامية في ساحة حائط البراق تعود لعشرات السنين، شيء متوقع وطبيعي، فهناك آثار عربية وإسلامية دُمرت بالكامل وتم سرقتها أثناء عمليات الحفر المتواصلة أسفل الأقصى ومحيطه.

وأعلنت "سلطات الآثار الإسرائيلية" عثورها على إبريق من الفخار يحتوي على أربع عملات ذهبية عمرها يزيد عن 1000 عام، خلال الحفريات غير القانونية في أراضي الأوقاف الإسلامية في ساحة حائط البراق جنوب غرب المسجد الأقصى.

وقالت إن هذه العملة الذهبية تعود للعهد الإسلامي المبكر في القدس، ويعتقد أنها من "كنز فاطمي" تم العثور عليه خلال التأسيس لمصعد خاص بالمستوطنين في حي باب المغاربة.

وأشارت إلى أن هذا الكنز يشمل أربع دنانير ذهبية تم العثور عليها داخل قارورة فخارية خلال مراقبة مشروع بناء مصعد.

وأضاف الخبير متاني أن سلطات الاحتلال تحاول تجميل وجهها وصورتها من خلال هذه العمليات، في حين أنها تُخفي أعمال التدمير والهدم لتلك الآثار والحضارة الإسلامية التاريخية، والتي يتم تزويرها وتزييفها.

وأشار إلى أن الاحتلال ومنذ النكبة الفلسطينية عام 1948، وحتى يومنا هذا يعمل على تدمير وسرقة الآثار الفلسطينية في انتهاك واصح لكافة القوانين الدولية.

وأكد متاني أن الاحتلال يهدف من وراء ذلك، إلى تغيير هوية القدس ومعالمها بصورة كاملة وتهويد أجزائها، وإنشاء رواية تاريخية مضللة والترويج للرواية اليهودية التلمودية على حساب الرواية الفلسطينية الصحيحة.

وتعتبر الحفريات التي تجريها "سلطة الآثار" في ساحة البراق جزء من مشروع تركيب مصعد بدأته شركة إعادة إعمار وتطوير ما يسمى بـ(الحي اليهودي) في البلدة القديمة لجعل ساحة الحائط الغربي متاحة لزوار الحي اليهودي.

وقال المشرف على تلك الحفريات غير القانونية في "سلطة الآثار" ديفيد جيلمان: "نحن من الواضح أنه اكتشف صندوق ادخار قديم إبريق (جرة فخارية صغيرة) تحتوي على أربع عملات من الذهب الخالص يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام (العصر الإسلامي المبكر) (IAA)، كجزء من خطة تطوير الحي اليهودي".

وأضاف أنه تم العثور على الإبريق من قبل مفتش "سلطة الآثار" يفغينيا كابيل أثناء الحفر الأولي في الموقع الشهر الماضي بعد بضعة أسابيع، بينما كان مدير الحفريات جيلمان يفحص المكتشفات، أفرغ محتويات الإبريق.

وتابع جيلمان "لدهشتي الكبيرة، جنبًا إلى جنب مع التربة، سقطت أربع عملات ذهبية لامعة في يدي. هذه هي المرة الأولى في مسيرتي كعالم آثار اكتشفت الذهب، وهو أمر مثير للغاية ".

ووفقًا لخبير العملات في "سلطة الآثار" روبرت كول فإن: "هذه هي المرة الأولى منذ خمسين عامًا التي يتم فيها اكتشاف مخبأ ذهب من الفترة الفاطمية في البلدة القديمة في القدس. في الحفريات الواسعة النطاق التي أدارها البروفيسور بنيامين مزار بعد احتلال القدس عام ١٩٦٧.

وكشف أنه بالقرب من الاكتشاف الحالي، تم الكشف عن خمسة خزانات من النقود والمجوهرات من هذه الفترة جنوب المسجد الأقصى.

بدورها، جددت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس طلبها بوقف جميع الحفريات غير القانونية التي تنفذها السلطات الإسرائيلية في أراضي الأوقاف الإسلامية وخاصة في ساحة البراق ومحيط الأقصى والقصور الأموية، داعية "اليونسكو" وكافة المنظمات الدولية والحقوقية للتدخل لوقفها.

وتواصل سلطات الاحتلال منذ احتلالها القدس عام 1967، حفرياتها الواسعة وأنفاقها بالقدس وفي محيط وأسفل الأقصى، وحولتها إلى مقرات تلمودية توراتية سياحية، وأقامت المتاحف والمعارض فوق الأرض وتحتها، ودمرت بشكل كامل كل الآثار التاريخية العريقة الموجودة منذ الفترة الأموية وحتى العثمانية، وكذلك الفترة الكنعانية.

captcha